وصية العالم الكبير البشير ولد امباركي


قال عبيد ربه البشير تاب عليه ربه القدير
باسم الإله للإله
الحمدُ
ثم الصلاة للنبي
وبعد
فهذه وصية قد تحمدُ فاعمل بها واعتن
يامحمُد
تفيد للصغار
والكبارُ
في حفظها ليس
عليهم عارُ
في ضمنها من
الضروري جملُ معلومة قلّ بهنّ العملُ
فصل فى التنبيه
على أمور الصلاة :
لاتجعل الصلاة مثل
اللعبة
واعن بها ولتجعلنها
قربه
وبادر الوقت بلا توان ولا تكن عن طهرها
بالوان
ولاتكن فى أمرها
موسوسا
وكن بأركان الصلاة
كيّسا
لاسيما الركوع
والقيامُ منه كذا السجود يا غلامُ
واجعل يديك الحذوَ من
أذنيكا
وجافينّ البطن عن
فخذيكا
لاتبركنّ فى السجود
كالجمل
يديك لاتجعلهما حذوَ
الكفل
لاتنقر الأرض كنقر
الديكِ
فذاك فعل الغافل
الركيكِ
والتفتنْ نحو اليمين
بالسلام
لاترفع الرأس
كتسليم العوام
وبين سجدتيك
لاتُحرّك
سبابة وفى سلامك
اترك
إشارة اليدين ،
والتجشؤ
بعمده الصلاة ليست
تُجزئُ
فذاك حكم ماله من
سامع
فى الشبرخيتي وفى
اللوامع
لاترفع اليدين قبل
نطقكا
بأول التكبير من
إحرامكا
ولاتكن فيها كثير
الحكِّ
واترك تثاوبا
"وصرَّالضحكِ "
وذا دليل أن ذا المصلي غير مراقِب إذا يُصلي
فصل فى بر الوالدين :
واشدد على فعل البرور
عزمكا لاسيما أمك ثم أمكا
ولاتعاند والديك
ولتكن
إن يغضبا مستمعا
ومستكن
حتى إذا مافرغا من
الملام
فاعتذرن بليّن من
الكلام
وامتثلن قول الإله : "
وقضى
ربك " والصدر اجعلنه
كالفضا
وإن تجد أكبر منك فى
خبر تعلم عكسه وأنه خوَر
فلا تكذّب واستمعه جِدا حتى كأنه عليك جَدا
كذاك إن سمعته يقول حكاية مضغها العجول
فاصغ له كأنه أمر عجب لم تعه قطُّ فذا هو
الأدب
فصل فى آداب المجلس :
لاتحضرنّ مجلسا
للسفها
بل اعتزلْ وجالسنّ
النُّبها
ولاتزد إن الضرورة
اقتضت
بالسفها على الذى له
قضت
وجه الجليس لاتكن
نظارا
واسمع حديثه ولو
تكرارا
لاتقطعنّ قوله وإن
يطل
فى غير ما يعني
فبالذكر اشتغل
بحيث ظاهرا تكون
منصتا وباطنا معتبرا ومخبتا
واغتبطن كونه تولى عنك الكلام خوف أن
تزلا
وليكن السكوت منك
أكثرا
لاسيما عند حضور
الكبرا
وإن تُحدّث فلتكن
مفيدا وما به حدثتَ لا تعيدا
واجتنب الغيبة
والبهتانا
والفخر و الجدال
والأيمانا
ولاتحامر قلل المزاحا والضحك واللعب
و"التگراحا "
وان قرأت النحو
لاتضف هنا إلي مخاطب أمام الفطنا
بل قل هنا زيد وقل
هَناهُ
وسيء الألفاظ قل
كُناهُ
ولاتنم فى مجلس ذي
قدر
بل مطلقا من نام
ليس يدري
فصل فى معاملة
العيال :
ولاتكن مرا إذا ما تلفظ على العيال ، كل مر
يلفظ
فطوعهم خير لحكم الود لما يقال الخوف خير
عندي
إذ أمر النبي أن تكونا محببا فى الأهل
أجمعينا
لاتشتم العبيد
والإماءا وعاملن بحلمك النساءا
وانزل إلى رتبتهن فى
العقول
وعاملن بقدر ذاك فى
المقول
" وعاشروهنّ " أتت فى
الذكر
وكم لذا فى النبوي من
ذكر
فصل فى معاملة
سائر الناس :
واجبر خواطر الورى
جميعا بغير منهي ولو وضيعا
لاتك سيئ الظنون
بالورى وظاهر الأمور منهم حذرا
ولاتصاحب غير
الأتقياء
فصحبة الفُسّاق شر
داء
وغض عينيك عن
المحارم وكف سمعك عن المآثم
لاتشر لاتبعْ بدين إلا ضرورة أدت لشيء قلاّ
طالبه يبغض عند
الناس
وحمله وسيلة
الإفلاس
لاتكُ ممن يعرف
الحقائقا
ويكشف الأسرار
والدقائقا
ولاتكن أسود لا تعامُ بحوره يجهله الأنامُ
ولاتكن سليم صدر
أبيضا
يبدي إليهم كل
أمرعرضا
بل كن بحال وسط
والتزم
طلاقة الوجه لكل
مسلم
ولاتكن فى الناس ذا
تلون
ليس التلون شعار
الدّيّن
لاتفتخر بما من
الإنعام
أوتيته على بني
الأعمام
فكلما أوتيته ودائع وقيدهن الشكر
والتواضع
وإن وردت لاتكن
مخاصما مطاير الريق ولامزاحما
لاتشربنّ
"گيْسةً"حراما
واقتف في ورودك
الكراما
فصل فى زيارة الإخوان :
زيارة الإخوان قل
فضيلهْ
مطلوبة إن لم تكن
ثقيلهْ
من لم يصل رحمه من
مسلم
فليس مسلما كما فى
مسلم
لاتدخلن بيتا بلا
استئذان
واعمل بما قد جاء فى
القرءان
وإن دخلت لاتكن جوّالا للعين فى البيت ولا
قوّالا
وإن خرجتَ لاتقل ما
يكتم مما رأيتَ أو سمعتَ منهُمُ
ولاتطل مكثا إذا تزور للناس فى بيوتهم
أمور
إلا إذا ماغرض قد عرضا وانهض إذا قضيتَ ذاك
الغرضا
وإن تكن بين البيوت
فاستر
سراولا والجنب لا
تُظهّر
وإن تَسر فلا تكن
لفّاتا
وفى الكلام لاتكن
فتّاتا
ولاتكن مستغولا
مستخلطا
وكثّرن نحو المساجد
الخُطا
فصل فى آداب السفر :
إياك والإكثار من
أسفار
تنقص من بركة
الأعمار
"فحافظ" أفضل من
"جيّابِ"
ولتك مثل الفار في
الغيابِ
يرضي بميسور له
في الغيبهْ ثم يري مُعجلا للأوبهْ
وإن قدرتَ لا تبيتُ
ضيفا
واختر عن الناس نزول
الفيفا
وان بليت برفيق ذي
كسلْ
في مضجع أومجلس أو
إن أكلْ
وطبعه العكس فإن
نهيتا
أوإن أمرت قال " كيت
كيتا "
وهوشروب وأكول
ذوكسلْ
لايحمل "الدبش" ولا
يرعي الجملْ
ومابه موزح من كلامِ يَغيظه " لكثرة
العظامِ"
وحيثما طار الذباب
يغضب لسانه مر بذيٌ ذرب
وهو لفرط جهله
المركب
يعدُّ نفسه من أهل
الأدب
فالنفس نفس ملك
والحالُ حالُ فقير ماله احتيالُ
فاخفض له منك الجناح
واسترنْ
عيوبه بخلق منك
حسنْ
واعذره في الطعام
والشرابِ
واجعله مثل
سائرالأصحابِ
ولا تكلفه بشيءٍ من
عمل
سترا لما فى طبعه من
الكسل
شاوره في الأمر وكن
طلق الجبينْ
لكل ما من سوء خلقه
يبينْ
وحيثما بنفسه عليك
من
فادع له واحمد له تلك
المنن
حتى يرى موافقا
ظنونه
أنك لاتُصلح شيئا
دونه
ووسع الباع فذا
المرافق
عما قليل شخصه
مفارق
وإن يكن هذا الثقيل
فى الحضر
ملازما فاجعل له العمر
سفر
فمدة العمر طريق ذو
قصر
والخير كل الخير فى
الصبر انحصر
وحاذر أن تكون فيك
شيمه
من شيم الثقيل ذي
الذميمه
لاتعتقد فضلا على
الثقيل
ولا على الفاسق و
الجهول
فالفضل فى الدخول
فى الجنان
وفى التزحزح عن
النيران
وذاك عنا اليوم ذو خفاء ونحن بين الخوف
والرجاء
نسأله التحقيق
للرجاء والأمن من كل مَخوفٍ جاءِ
فصل فى معاملة الجار :
والجارُ إن لم يُلفَ يوما
حامدا
فعلا جميلا بل تراه
جاحدا
يزعم أنك له محتقرُ وأنْكَ فى حقوقه
مقصّر
ودائما يبحث عما عندكا ليستقلّ فى العطاء
رفدكا
فاعذره لاتبال باللذْ
زعما
فصاحب الحاجة قدما ذو
عمى
لاتقطع المعروف
واعلم أنكا
تبيع ما أعطيته
لربّكا
لاتطلب الجزاء من
سواهُ فالمرءُ مَجزيُّ بما نواهُ
فصل فى معاملة
الضيف والمستضاف :
وإن أتى المضياف فى
الشتاء
مستكسلا فى قلة
الغذاء
وأهله منه قريب وهو لا حاج له فيك سوى أن
يُثْقلا
فوسع الباع وعامله
بما
أمكن مما للكرام
ينتمى
أما ضيوف الله أبناء
السّبُلْ
فلاقهم بالبشر
والرحب النزل
ولتبلغ الطاقة فى
الإحسان
بالشرب والأكل
وبالمكان
وفى الضيافة أتى "
من كانا
يؤمن بالله " حديث
بانا
فصل فى آداب الأكل :
مما يليك كل ولا
"تصيفطِ" للقمة وقدرها فوسطِ
ولا تكن نحو الشريك
ناظرا
وكن من إسقاط الطعام
حاذرا
ولا"تعوجْ" نحوك الإداما وقلٍَلَنْ في أكلك
الكلاما
لا تغبننّ الشركا
بلقمه
ولا تقلب لقمة فى
اليدمه
إلا إذا ما الشركا أصحابُ فالصحب معْهم توضع
الأثواب
ولْتكُ أنت ممسك الإناء والرأس عن سمتِ الإناء
ناء
ولاتكن ممن إذا أكل لف أو شرب اشتفّ، تحمّل
الكُلف
ولا تكن مستأصل
الإناء بحضرة العبيد والإماء
ولتحمد الإله فى
انتهائه
من بعد ما سمّيت فى
ابتدائه
خاتمة نسأل الله
حسنها :
وحكٍمنّ في الأمور
الشرعا
فإن أبيحت حكمنّ
الطبعا
ولا ترجح واجبا للصهرِ علي الضحايا وزكاة
الفطرِ
فحق خالق مقدم على حقوق مخلوق له ولو
علا
لاتنسب الشؤم لأمر
اقترن
بنكبة من نكبات ذا
الزمن
إياك والتجريب
والتطيرا
فالخير والشر من الله
يُرى
لاشؤم إلا ما لدين
يقدح
أوكان فى مروءة
يُستقبح
إياك والنسيان
للقرءان
ففيه مغبون
أخوالنسيان
عليك بالدوام للتلاوه فكما ازدادت تزد حلاوه
ولتشتغل بالعلم
فهو كنز بلا نفاد مفخر وعزُّ
بشرط كونه فى
الإبتداء خال من السمعة والرياء
واعمل بما علمته وإلاّ كان عليك حجة وكَلاّ
نعوذ باسم الملك
الديان
من طلب الحظوظ
بالأديان
نسأله عافية الحياة وأحسن الختام فى
الممات
وطول عمر طيب فى
الطاعه
ومأمنا من فزعات
الساعه
واللطف والسرور حين
نمسي
فى وحدة عند حلول
الرمس
واعلم بأنّ سبل الآداب عسير أن تُحصر فى
كتاب
لكن هنا كفاية لمن
عقل
فقس على ماقلته
مالم يُقل
أسأل ربي أن تكون
واعيا مجددا دين النبي هاديا
معمرا فى أطيب الحياة أنت وكل سامع وصاتي
بجاه خير مرسل إلى
الأنام
عليه أفضل الصلاة
والسلام